شَهِدتَ مَعَ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وآلهِ جَميعَ حُرُوبِهِ ومَغازيِهِ([649])، تَحمِلُ الرَّايَةَ أمَامَهُ، وتَضرِبُ بالسَّيفِ قُدَّامَهُ، ثُمَّ لِحَزمِكَ المَشهُورِ، وبَصيرَتِكَ بما في الأمُورِ، أمَّرّكَ في المَواطِنَ، ولم يكُ عليكَ أميرٌ، وكَم مِن أمرٍ صَدَّكَ عن إمضاءِ عزمِكَ فيهِ التُّقَى، واتَّبَعَ غيرُكّ في نيلِهِ الهَوى، فظَنَّ الجاهِلونَ أنَّكَ عَجَزتَ عمَّا إليهِ انتَهَى، ضَلَّ واللهِ الظَّانُّ لِذلِكَ وما اهتَدى. ولقدْ أوضَحتَ ما أشكَلَ من ذلك لمن تَوَهَّمَ وامترى بقولِكَ صلى اللهُ عليكَ: {قدْ يَرَى الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجهَ الحِيلةِ، ودونَهَا حَاجِزٌ مِن تَقوَى اللهِ، فَيَدَعُهَا رأيَ العَينِ، ويَنتَهِزُ
[647] من الآية 27 من سورة التوبة.
[648] سورة الأحزاب الآية 15.
[649] هذه جملة عظيمة تشير أن الإمام علياً عليه السلام كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك بشكل من الأشكال فإن من أحب عمل قوم كان معهم.