فَوضَعَ على نفسِهِ أوزارَ المَسيرِ، ونَهَضَ في رَمضاءِ الهَجِيرِ([636])، فَخَطَبَ فأسمَعَ، ونادَى فأبلَغَ، ثُمَّ سألَهُم أجمعَ، فقالَ: هلْ بَلَّغتُ؟ فَقالوا: اللَّهُمَّ بَلى، فقالَ: اللَّهُمَّ اشهَدْ، ثُمَّ قالَ: ألستُ أولَى بالمُؤمنينَ من أنفسِهِم؟ فقالوا: بلى، فأخَذَ بِيَدِكَ، وقالَ: من كُنتُ مَولاه فَهذا عَلِيٌ مَولاهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُ، وعَادِ مَن عَاداهُ، وانصُرْ مَن نَصَرَهُ، واخذُلْ من خَذَلَهُ. فما آمَنَ بما أنزَلَ اللهُ فيكَ على نبيهِ إلاَّ قَليلٌ، ولا زادَ أكثرَهم إلا تَخسِيراً، وَلَقد أنزَلَ اللهُ تَعالى فِيكَ مِن قبلُ وهم كارِهون: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ([637])، {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ [635] من الآية 67 من سورة المائدة. [636] هي الرمال الحارة من شدة وقع الشمس عليها، والهجير هو منتصف النهار حيث تبلغ الحرارة درجتها القصوى. [637] سورة المائدة الآية 54.
[635] من الآية 67 من سورة المائدة.
[636] هي الرمال الحارة من شدة وقع الشمس عليها، والهجير هو منتصف النهار حيث تبلغ الحرارة درجتها القصوى.
[637] سورة المائدة الآية 54.