أشهَدُ يا أميرَ المُؤمنينَ أنَّ الشَّاكَّ فيكَ ما آمَنَ بالرَّسولِ الأمَينِ،
وأنَّ العادِلَ بِكَ غيرَكَ عادِلٌ عن الدِّينِ القَويمِ، الذي ارتَضاهُ لَنا ربُّ
العَالمينَ، فأكمَلَهُ بوِلايتِكَ يومَ الغَديرِ، وأشهَدُ أنَّكَ المَعنِيُّ بقولِ
العزيزِ الرَّحيمِ: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا
السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ([627])، ضَلَّ واللهِ وأضَلَّ من اتَّبَعَ
سِواكَ، وعَنَدَ عن الحَقِّ من عَاداكَ. اللَّهُمَّ سَمِعْنا لأمرِكَ، وأطَعنا واتَّبعنا
صِراطَكَ المُستقيمَ، فاهْدِنَا ربَّنا، ولا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعدَ الهُدى عن
طاعتِكَ، واجعَلنا من الشَّاكرينَ لأنعُمِكَ. وأشهَدُ أنَّكَ لَم تَزَلْ للهَوى مُخالِفاً،
وللتُّقى مُحالِفاً، وعلى كَظْمِ الغَيظِ قادِراً، وعن الناسِ عافياً، وإذا عُصِيَ
اللهُ ساخِطاً، وإذا أُطِيعَ اللهُ راضِياً، وبما عَهَدَ اللهُ إليكَ عامِلاً، راعِياً
ما استُحفِظْتَ، حافِظاً ما استُودِعْتَ، مبلِّغاً ما حُمِّلتَ، منتظِراً ما وُعِدْتَ.
وأشهَد أنَّك ما اتَّقَيتَ ضارِعا([628])، ولا أمسَكتَ عن حقِّكَ جازِعاً،
ولا أحجَمتَ عن مُجاهَدَةِ عاصيكَ ناكِلاً([629])، ولا أظهَرتَ الرِّضا بخِلافِ
ما يَرضى اللهُ مُداهِناً، ولا وَهَنتَ لِما أصابَكَ في سبيلِ اللهِ، ولا ضَعُفْتَ
ولا