وأمّا أبو الخطّاب مُحَمَّدُ بنُ أبي زَينبَ الأجدعُ([458]) فملعونٌ وأصحابُه ملعونونَ
فلا تُجالِس أهلَ مقالتِهم فإنّي منهُم برئ وآبائي عليهم السلام منهم براءٌ.
وأما المُتلبِّسُون بأموالِنا فمن استَحلَّ منها شيئاً فأكَلَهُ فإنّما
يأكلُ النيرانَ. وأمّا الخُمُسُ فقد أُبيحَ لشيعتِنا وجُعِلُوا منهُ في حلٍّ إلى
وقتِ ظُهُورِ أمرِنا لتَطِيبَ([459]) ولادتُهُم ولا تَخبُثَ. وأما
نَدامةُ قومٍ قد شكّوا في دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ على ما وصلُونا به فقد أقلْنا من
استقالَ، ولا حاجةَ في صلةِ الشّاكِّين. وأمّا علةُ ما وَقَعَ من الغَيبةِ فإنَّ
اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ
إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)([460]) إنَّهُ لم يكُن لأحدٍ من
آبائي عليهم السلام إلا وقد وقعت في عُنُقِهِ بيعةٌ لطاغيةِ زمانِهِ، وإني أخرُجُ
حينَ أخرُجُ، ولا بيعةَ لأحدٍ من الطَّواغيتِ في عُنُقي.
وأمّا وجهُ الانتفاعِ بي في غَيبتي فكالانتفاعِ بالشَّمسِ إذا غيّبتها عن الأبصارِ
السّحابُ، وإني لأمانٌ لأهلِ الأرضِ كما إنَّ النُجُومَ أمانٌ لأهلِ السّماءِ،
فأغلِقُوا بابَ السؤالِ عمّا لا يعنِيكم، ولا تتكلّفُوا علمَ ما قد كُفِيتُم، وأكثِروا
الدُّعاءَ بتعجيلِ الفَرَجِ، فإنَّ ذلكَ فَرَجكُم، والسلامُ عليكَ يا إسحاقَ بنَ
يعقوبَ وعلى من اتّبعَ الهُدى.
[458] محمد بن أبي زينب (مقلاص، أبو
الخطاب الأسدي: مولى، كوفي، وكان يبيع الأبراد (جمع بُردة)، ذكره البرقي في أصحاب
الصادق عليه السلام، كان رجلاً ضالاً مضلاً، فاسد العقيدة) - معجم رجال الحديث
15/255.