ألا
تسمعُهُ عزَّ وجلَّ يقولُ: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيِّاً)([323]) وإنما يجازي من نسِِيهُ ونسِِيَ
لقاءَ يومِه بأن يُنسيَهم أنفسَهم، كما قالَ عزَّ وجلَّ: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
نَسُوا اللهََ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)([324])، وقوله عزَّ وجلَّ: (فَالْيَوْمَ
نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا)([325])، أي: نتركُهم كما تركُوا
الاستعدادَ لِلِقاءِ يومهِم هذا([326]).
(عيون أخبار الرضا 2/114، معاني الأخبار 14، بحار
الأنوار 4/63).
باب معاني الأسماء واشتقاقها
6- التوحيد
83: الشيخ محمد بن علي بن بابويه الصدوق قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني،
وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق([327])رضي الله عنهما، قالا: حدثنا
محمد بن يعقوب
[326] قال الشيخ الصدوق رحمه الله
في توحيده: (نتركهم أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه، لأن الترك لا يجوز
على الله عز وجل، وأما قول الله عز وجل: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون) أي لم
يعاجلهم بالعقوبة وأمهلهم ليتوبوا)، أقول: ورد في تفسير العياشي 2/96 عن أمير
المؤمنين عليه السلام ما يؤيد كلامه رحمه الله.
[327] هو علي بن أحمد بن محمد بن
عمران الدقاق (من مشائخ الصدوق. قد أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضياً ومترحماً) -
مستدركات علم رجال الحديث 5/300، يروي كثيراً عن محمد بن جعفر بن عون الأسدي الكوفي
الوكيل.