حدثنا أحمد بن إدريس([311])،
عن أحمد بن محمد بن عيسى([312])، عن علي بن سيف([313])،
عن محمد بن عبيدة([314])، قال: سألتُ الرِّضا عليه السلام عن قولِ اللهِ عزَّ
وجلَّ لإبليسَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ([315])؟ قال: يعني بقدرتي وقوتي([316]).
[311] هو أبو علي، أحمد بن إدريس بن
أحمد بن إدريس بن عبد بن سعد، الأشعري، القمي، ت 306 ﻫ (كان ثقة، فقيهاً، في
أصحابنا، كثير الحديث، صحيح الرواية) - النجاشي 92.
[312] هو (أبو جعفر، أحمد بن محمد
بن عيسى، شيخ القميين، ووجههم، وفقيههم، ولقي الرضا عليه السلام كما لقي أبا جعفر
الثاني عليه السلام وأبا الحسن [الهادي] عليه السلام) - النجاشي 82، كان حياً في
274ﻫ.
[313] هو (علي بن سيف بن عميرة
النخعي، أبو الحسين كوفي، مولى، ثقة، هو أكبر من أخيه الحسين، روى عن الرضا عليه
السلام) - النجاشي 278، كان حياً قبل 220 ﻫ.
[314] هو محمد بن عبيدة الهمداني،
في بعض الكتب محمد بن عبيد، روى عن الإمام الرضا عليه السلام، وروى
عنه علي بن سيف وإبراهيم بن محمد الهمداني وعبد الرحمن بن أبي نجران.
[316] قال الشيخ الصدوق رحمه الله
في توحيده تعليقاً على هذه الرواية: (سمعت بعض مشايخ الشيعة بنيسابور يذكر في هذه
الآية أن الأئمة عليهم السلام كانوا يقفون على قوله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت)، ثم
يبتدؤون بقوله عزّ وجل: (بيدي استكبرت أم كنت من العالين)، وقال: هذا مثل قول
القائل: بسيفي تقاتلني، وبرمحي تطاعنني، كأنه يقول عز وجل: بنعمتي قويت على
الاستكبار والعصيان)، أقول: مع هذه القراءة لا تكون الهمزة في (استكبرت) همزة قطع
للاستفهام الإنكاري بل همزة وصل في أصل الفعل، وتنتقل همزة الاستفهام مقدرة قبل
كلمة (بيديّ).