نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : الشيخ خالد النعماني جلد : 1 صفحه : 97
الفساد يدبُّ ويستشري في جسد الأمّة من خلال تفشي التجاوزات
والظلم، ومن جهة ثالثة حصول الاقتتال والسلب والنهب والسرقة، فالمال في هذه الحالة
بمثابة رأس مال الإنسان في تحقيق الأمن والاستقرار؛ ولذا ترى الإسلام قد أولى
المال عناية مماثلة لعنايته بالنفس الإنسانية، فخصه بمجموعة من القوانين الشرعية
لحمايته من جهة، ولتوزيعه بين الأفراد توزيعاً عادلاً من جهة أخرى، منها قوله
تعالى: وَالسَّارِقُ والسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما
جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللَّهِ واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ([197])، والنكال هو العقوبة
التي يعاقب بها المجرم لينتهي عن إجرامه ويعتبر بها غيره من الناس([198]).
وعن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «لا يزال العبد يسرق حتى إذا
استوفى ثمن دية يده أظهره الله عليه»([199]).
وقد ذكر القرآن أنّ المال زينة الحياة الدنيا، قال
تعالى: المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ
الدُّنْيَا([200]). ولكنه
اعتبرهما وسيلة في امتحان العبد، قال تعالى: أَيَحْسَبُونَ
أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ*نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخَيْرَاتِ بَل
لاَّ يَشْعُرُونَ([201]). والملكية
هنا للمال اعتبارية، أي يحقّ له التصرف