نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : الشيخ خالد النعماني جلد : 1 صفحه : 90
الإنسان
المبتلى بهما، كما حصل ذلك في أول فتنة حصلت في تاريخ البشرية بين الأخوين هابيل
وقابيل، والتي انتهت بقتل قابيل لأخيه هابيل؛ إذ كان سبب ذلك هو حسد قابيل لهابيل
لاستقامته وتقبل الله تعالى قربانه دون قربانه، قال تعالى: وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ
مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ([180])، وكالذي حصل بين نبي
الله يوسف عليه السلام وأخوته من أبيه عليه السلام، حيث قرّروا بعد أن افتتنهم
الحسد، أن يلقوه في غياهب الجب، فقد جاء في قصته عليه السلام، قال تعالى: إِذْ
قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إلى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ
أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ([181]) فطلبوا من أبيهم عليه
السلام أن يسمح له بالخروج معهم على أن يحافظوا عليه أَرْسِلْهُ مَعَنَا
غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ([182]) ولكنّ أباهم عليه السلام
كان خائفاً عليه قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ
وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ([183]) وما أن خرجوا به ارتكبوا
جريمتهم قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَالقُوهُ
فِي غَيَابَتِ الجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ
فَاعِلِينَ([184]).
بينما كان المفروض بالإنسان المؤمن أن يتمنى الخير لأخيه