1 - الأمن النفسي

إنّ من يتلو آيات الذكر الحكيم، فإنّه سيقف على كم هائل من الآيات الكريمة المختصّة بالجانب النفسي للإنسان، بل سيجد أن محل الخطاب الإلهي وتكاليفه، هي النفس الإنسانية دون بدن الإنسان، نعم، باعتبار أنّها تؤدي هذه التكاليف عن طريق البدن، فقد نظر إليه بعين الرحمة بلحاظ ما يقوم به من هذه الخدمة الكبيرة للنفس المجردة، فيقوم بأداء التكاليف وكأنّ الخطاب موجه إلى البدن مباشرة، وعندئذٍ فحصول أيّ اضطراب في الجانب النفسي يؤدي بالتالي إلى اختلاف في أداء التكليف والرسالة الإلهية؛ لأنّ مثل ذلك يقف عائقاً أمام تطبيق متعلق هذه التكاليف والخطابات الإلهية الموجهة للنفس الإنسانية، ولأجل ذلك وضع الدين الإسلامي من خلال تشريع الأحكام الخاصّة بالفرد الإنساني برامج متنوعة ومختلفة باختلاف أحوال الأفراد، بحيث إذا قام بها الفرد حققت له الأمن والأمان والاستقرار النفسي، وأزالت عنه الخوف والقلق والاضطرابات النفسية، فهي بمثابة صمّام الأمان عند مواجهة ما يتعرض له الإنسان خلال مدة حياته الدنيوية، كلّ ذلك من أجل أن الإنسان قد اختص من بين جميع مخلوقاته بالتكريم والخلافة وحمل الأمانة، كما جاء ذلك في قوله تعالى:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ