وبديهي أنّ من أهم وظائف أيّ نظام سياسي توفير الأمن لمواطنيه بأبعاده وأقسامه المختلفة، ومنها حفظ نفوسهم، والذي يصطلح عليه بـ (الأمن الوطني)، الذي يُعدّ من أهم الأبعاد الأمنية، وأنّ التعرف على منهج وأسلوب المعصومين عليهم السلام في هذا المجال سوف يكون مفيداً لنا في هذا البحث، فكان من أهم الأهداف السامية لحكومة الإمام عليٍّ عليه السلام استقرار الأمن وتوسعته ونشره في البلاد الإسلامية (كانت حكومة الإمام تسير على نهج إسلامي خالص، أي أنها كانت تحقق للرعية أقصى قدر مستطاع - في ظروفها الاقتصادية والسياسية والعسكرية - من الرفاهية والأمن والعدالة)([119])؛ لأنّ أيّ تطور في البلاد ورقي من المجتمع لا يتحقق إلا في ظل وجود الأمن.

الاتجاه الأمني عند الإمام عليٍّ عليه السلام

إنّ الإسلام معدن الأمن ولبّه، والذي يقول عنه الإمام عليٌّ عليه السلام:

«الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَرَعَ الإِسْلَامَ فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ وأَعَزَّ

[119] دراسات في نهج البلاغة، محمد مهدي شمس الدين، ص213.