فهذه الآية الكريمة تستعرض لنا حال أؤلئك الذين كانوا يعيشون حياة كريمة
يسودها الأمن والاستقرار، وكيف أنّ ذلك كان سبباً لدوام النعمة وعاملاً مهماً
ومؤثراً في زيادة الرزق الإلهي، ثمّ كيف انقلب حالهم بعد الكفر بأنعم الله تعالى،
فصار سبباً لسلب الأمن، فالأمن أوّلاً، والاقتصاد والإعمار ثانياً.
وهذا ما يكشف لنا عن سرّ تأكيد الأنبياء عليهم السلام في الدعاء على طلب
الأمن من الله تعالى، كما جاء ذلك في دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام، قال
تعالى:
وَإِذْ قالَ
إبراهيم رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ
مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآْخِرِ قالَ ومَنْ كَفَرَ
فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إلى عَذابِ النَّارِ وبِئْسَ المَصِيرُ([36]).