فالتراجع الأخلاقي سبب مهم في وجود الإرهاب الأمر الذي يقتضي مكافحته.
ب - التيه والحيرة: الحيرة في اللغة «التردد في الشيء»([484]).
أمّا التيه فهو، «جنس من الحيرة»([485]). ومقصودنا
من التيه والحيرة هما الضياع، والاضطراب الفكري والعقائدي بسبب انعدام الرؤية في
تشخيص الحقّ والتمسك به، وقد يسأل عن ماهية العلاقة بين التيه والحيرة وبين الإرهاب،
فنقول: إنّ الضياع والاضطراب والتردد الفكري والعقائدي ينعكس أثره على سلوك
الإنسان ممّا يؤدي إلى الاختلاف في إتخاذ الموقف الصحيح، بل قد يؤدي ذلك أيضاً إلى
ارتكاب جريمة باسم الدفاع عن عقيدةٍ متزلزلةٍ مبنيةٍ على رمال متحركة، يضاف إلى أنّ
الإنسان عندما يضطرب سلوكه لاضطراب أفكاره يكون عرضة للانزلاق واتخاذ قرارات غير
حكيمة قد تهدد كرامة وحرية الآخرين وتعرضها إلى الخطر.
إنّ التيه والحيرة سبب للوقوع في دروب الانحراف، وهو ما يسهل الارتماء في
ساحات الإرهاب والدخول فيها طوعاً أو كرهاً، وعليه يكون هذا السبب علّةً للمواجهة
المرتقبة ضد الإرهاب.