فهذه الطريقة في التعامل ـ أي مداراة وملاحظة أصحاب العقائد الكافرة
والمشركة، والمتجاوزين في هذا المجال ما لم يؤدِ ذلك إلى استخدام العنف وإيجاد
المفسدة في المجتمع لا تختص بالله تعالى فقط، بل أنّ الأنبياء اتبعوا هذه الطريقة كما
أراد الله تعالى منهم، وأوصاهم أن ينذروا قومهم، ولا يتواجهوا معهم، فمثلاً، حينما
أدّعت مجموعة إنّ لله ولداً، فإنّه تعالى طلب من النبي أن ينذرهم فقط، قال تعالى: وَيُنْذِرَ
الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً([396]). وكذلك الذين قالوا
بالتثليث في زمان عيسى عليه السلام.
وقد استخدم هذه الطريقة الأنبياء مع الذين تجاوزوا عليهم واتهموهم، ومع
الذين أظهروا عقائد مخالفة لعقائدهم، ولم يستخدموا أسلوب العنف معهم، ولم يسجنوا
او يعدموا أحداً من هؤلاء، أو يسلبوا