نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : الشيخ خالد النعماني جلد : 1 صفحه : 138
تسود
الفوضى فإنّ وضع القوانين والتشريعات وإرشاد الناس لما فيه صلاحهم غير كاف لتأمين
الأمن والاستقرار، جاء في كتاب (السياسة) بأنّه لابد من وجود جهاز تنفيذيٍّ وإدارةٍ
تشرف على تطبيق القانون كما يقول إفلاطون: «الحياة الفاضلة لا تحصل بين الافراد في
المجتمع الواحد الا بوجود دولة، لأنّ الطبيعة البشرية ميالة للحياة الاجتماعية
والسياسية، وبناءً عليه فوجود الدولة في الأمور الطبيعية التي لايمكن الاستغناء
عنها، وقال أرسطو: الدولة من مقتضى الطبيعة الإنسانية، لأنَّ الإنسان لامفرّ له من
حياة اجتماعية، والذي ينفي وجود الدولة وضرورتها اما هو إنسان وحشي او فوق الإنسان
فلا يحتاج إلى دولة»([308]).
إنّ حفظ نظام المجتمع وحمايته من الأخطار أمر حتمي ولازم كما ترشد إلى ذلك
النصوص الواردة في هذا الباب، ولو لم تكن ثمة نصوص بوجوبه لكفانا العقل في الحكم
بذلك حتى صار وجوبه جزءا ً من المسلمات عند فقهائنا([309]).
وعلى الدولة أن تكون في غاية الحذر من مكائد الأعداء الذين يتربصون لسلب
الأمن من المجتمع، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «من لم يتحرز من المكائد قبل
وقوعها لم ينفعه الأسف بعد