ومنها رعاية الوالدين كبار السن والعاجزين وتوفير الأمن لهم، كما في حكاية
بنات شعيب، قوله تعالى: وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ
وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ووَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ
امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ
الرِّعاءُ وأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ([264]).
وكذلك مقالة أولاد يعقوب عليه السلام للعزيز (يوسف)، وهو ما أشار إليه
قوله تعالى: قالُوا يا أَيُّهَا العَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً
كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ المُحْسِنِينَ([265]).
ومن جهة أخرى ليس للآباء حقّ في قتل أولادهم خوفاً من الفقر؛ لأنّ الله قد
تكفّل برزقهم وتوفير الأمن الغذائي لهم، وهو ما أشار إليه قوله تعالى: وَلا
تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وإِيَّاكُمْ إِنَّ
قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً([266]).
وهناك بُعدٌ آخر لأمن العائلة يتمثّل في الإخوة، فإنّ لها في العائلة
أثراً كبيراً في توطيد العلاقات وأمن إخوانهم أو بالعكس، يكون الأخ الشاب سبباً في
سلب الأمن من أفراد عائلته وإخوته، كما فعل إخوة يوسف عليه السلام، حيث سلب السلوة
والراحة من قلب والدهم، وأخ