وقطعاً ليس المراد بالهون هنا أن يكون مشي الإنسان كالمريض يرفع قدماً
ويضع أخرى بهدوء تصنعاً ورياءً بحيث تراهم كأنهم يمثلون هذا الأمر أمام الناس
تمثيلاً وهم أكثر الناس استعلاءً وتكبراً في طبيعتهم وتعاملاتهم.
لا ليس المراد بالهَوْن هذا بلا أدنى ريب، وإنما
المراد به أن يكون مثل هذا الوقار وهذه السكينة نابعة حقيقة من إحساسهم بالتواضع
أمام الناس لأجل الله عز وجل من دون جبر ولا فرض وإنما هي الطبيعة التي جبلَ عليها
هؤلاء.
والمراد به ذلك الإنسان الذي يتحرك ضمن رؤية واضحة وطريق مستقيم لا يحيد
عنها ولا يزيغ لأنه على بينةِ من ربّه، فهو من خلال هذا النور يسمع ويبصر وينطق
بإذن الله وتوفيقاته.
ومن جهة ثالثة: أشار إلى آداب المشي ومنه قوله تعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ
مَرَحًا([71])، يعني لا تمشِ مشية
الخيلاء متكبراً جباراً