إن في اجتماع الموالين من كل بقاع الدنيا في كربلاء وبهذه الأعداد المهولة
وغير المسبوقة حتى إذا أرادت أي دولة في العالم أن تعبئ ناسها أمام حرب أو قضية
أخرى لا تقل عن أهمية الحرب لما استطاعت أن تجمع إلا أعداداً قليلة مع الترغيب
والترهيب وكل الوسائل الأخرى، بينما تجد هذه الملايين بصغارها وكبارها ونسائها
ورجالها تزحف نحو كربلاء طواعية وبالاختيار بل وأكثر من ذلك تبذل ما لها وجهدها من
دون أن ترجوا شيئاً سوى رضا الله سبحانه وشفاعة الحسين عليه السلام ومثل هذه
الصورة الرائعة جعلت العالم ينظر إليها باحترام وتقدير شديدين حتى أن أحد المراجع
العظام حفظه الله تعالى سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني قال لي:
إن أحد الشخصيات الإعلامية الأوربية جاء إليه وطلب منه لقاءً حول قضية الأربعين
والزحف المليوني نحو مدينة كربلاء وفعلاً تمت المقابلة ووجهت مجموعة من الأسئلة
حول أسباب هذا الخروج؟ وخلفياته ونتائجه وتأثير المرجعيات الشيعية عليه، علماً أن
هذه المقابلة هي واحدة من جملة لقاءات مقدر أن تعقد مع مراجع الشيعة في العراق حول
نفس هذا