بالإضافة
إلى هذا.. فإن هذه الأوصاف السلبية تشير إلى وجود بُعدين في كيان الإنسان: أولهما البُعد
الّذي يأخذ بالإنسان ويصعد به إلى أعلى علّيين.. والثاني ما يجره إلى أسفل
السافلين.
بالإضافة
إلى هذا.. فإنا لو تأملنا في هذه الأوصاف حق التأمل لوجدناها صفات إيجابية.. فالحرص
- مثلا- صفة من الصفات الذاتية للإنسان، وهو متفرع من حبّ الذات، وهي في الأصل
ليست من الرذائل لأن حبّ الذات الّذي تتولد منه هذه الصفات هو المحور الأساس الّذي
يسوق الإنسان إلى الكمال المعنوي ويدفعه نحو طريق السعادة الخالدة.
فهذه
الصفات إنّما تكون ذميمة وقبيحة فيما لو لم يستخدمها الإنسان في الطريق الصحيح
واللائق، وفي الحقيقة أنّ هذه الصفات مثل سائر الصفات النفسانية الّتي إذا لزمت
حدّ الاعتدال تُعدّ فضيلة، وإذا تجاوزت إلى جهة الافراط أو التفريط فإنّها تكون من
الرذائل.