قال : (التّؤدة([66]) في كلّ
شيء إلّا في عمل الآخرة)([67])
وقال:
(السّمت الحسن والتّؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النّبوّة)([68])
وقال:
(يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي)([69])
وروي
أنّ رجلا من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع النّبيّ (ص)، فنظر النّبيّ (ص) فقال:
من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إلى هذا، فاتّبعه رجل من القوم وهو
على تلك الحال من أشدّ النّاس على المشركين حتّى جرح فاستعجل الموت فجعل ذبابة
سيفه بين ثدييه حتّى خرج من بين كتفيه فأقبل الرّجل إلى النّبيّ (ص) مسرعا فقال: أشهد أنّك رسول اللّه، فقال: وما ذاك؟ قال: قلت لفلان من
أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إليه، وكان من أعظمنا غناء عن المسلمين
فعرفت أنّه لا يموت على ذلك، فلمّا جرح استعجل الموت فقتل نفسه. فقال النّبيّ (ص) عند ذلك: (إنّ العبد ليعمل عمل أهل النّار وإنّه من أهل الجنّة، ويعمل
عمل أهل الجنّة وإنّه من أهل النّار، وإنّما الأعمال بالخواتيم)([70])
وروي
أنه (ص) عاد رجلا من المسلمين قد خفت
فصار مثل الفرخ، فقال له (ص): (هل كنت تدعوه بشيء
أو تسأله إيّاه؟) قال: نعم. كنت أقول: اللّهمّ ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجّله
لي في
[66]
التؤدة هي التأنّي والتمهل يقال: اتّئد في أمرك (أي تمهل وتأنّ).