أحد منهم أن ينفق دينارا على مسكين لم تسمح نفسه بذلك..
ومنهم آخرون ربما اكتسبوا الحلال..
واجتنبوا الحرام وأنفقوه على المساجد، وهى أيضا مغرورة من وجهين:
أحدهما:
الرياء وطلب السمعة والثناء.. فإنه ربما يكون فى جواره أو بلده فقراء، وصرف المال
إليهم أهم.. فإن المساجد كثيرة.. والمساكين والفقراء محتاجون.
وإنما
خف عليهم دفع المال فى بناء المساجد لظهور ذلك بين الناس.. ولما يسمع من الثناء
عليه من الخلق، فيظن أنه يعمل لله وهو يعمل لغير الله.. والله أعلم بذلك..
والثانى:
أنه يصرف ذلك فى زخرفة المساجد وتزيينها بالنقوش المنهى عنها.. الشاغلة قلوب
المصلين لأنهم ينظرون إليها وتشغلهم عن الخشوع فى الصلاة.. وعن حضور القلب.. وهو المقصود..
وكلما طرأ على المصلين فى صلاتهم وفى غير صلاتهم فهو فى رقبة البانى للمسجد.. إذ
لا يحل تزيين المسجد بوجه.. وغرور هؤلاء أنهم رأوا المنكر معروفا فاتكلوا عليه.
ومنهم من ينفقون الأموال فى الصدقات
على الفقراء والمساكين.. ويطلبون بها المحافل الجامعة.. ومن الفقراء من عادته
الشكر..والإفشاء للمعروف.. ويكرهون التصدق فى السر.. ويرون إخفاء الصدقة للفقير
لما يأخذه منهم خيانة عليهم.. وكفرانا..وربما تركوا جيرانهم جائعين..
ومنهم
منيحفظون
الأموال، ويمسكونها بحكم البخل ويشتغلون بالعبادات الدينية التى لا يحتاجون فيها إلى
نفقة.. كصيام النهار.. وقيام الليل.. وختم القرآن.. وهؤلاء مغرورن.. لأن البخل
المهلك قد استولى على باطنهم.. فهم محتاجون إلى قمعه بإخراج المال.. فاشتغلوا بطلب