responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 607
يصلح من دوني لشيء.. وأنا العزيز الذي لا يستطاع مجاورته، ولا ترام مداومته.. أظهرت الظاهر وأنا أظهر منه، فما يدركني قربه، ولا يهتدي إلي وجوده.. وأخفيت الباطن وأنا أخفي منه فما يقوم علي دليله ولا يصح إلي سبيله.

أنا أقرب إلى كل شيء من معرفته بنفسه فما تجاوزه إلي معرفته، ولا يعرفني أين تعرفت إليه نفسه.

لولاي ما أبصرت العيون مناظرها، ولا رجعت الأسماع بمسامعها.

لو أبديت لغة العز لخطفت الأفهام خطف المناجل، ودرست المعارف درس الرمال عصفت عليها الرياح العواصف.. ولو نطق ناطق العز لصمتت نواطق كل وصف، ورجعت إلى العدم مبالغ كل حرف.

أين من أعد معارفه للقائي لو أبديت له لسان الجبروت لأنكر ما عرف، ولمار مور السماء يوم تمور موراً.

سألت صاحبي عن الصوت، وصاحبه، وعن هذه الكلمات الغريبة التي ينطق بها، فقال: هذا رجل من أهل الله آلى على نفسه ألا يسمع إلا من الله، وألا يخاطب إلا الله، وقد أوقفه الله مواقف جليلة، وخاطبه مخاطبات رفيعة ممتلئة بالقداسة.

قلت: خاطبه.. أهو الكليم إذن؟

قال: تقدس الله أن لا يكلم إلا واحدا من خلقه.

قلت: ولكن الله ذكر أنه كلم موسى تكليما، واعتبر ذلك من مزاياه.. قال تعالى:﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 607
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست