النّاس بوجهه، فقال: (يأيّها النّاس، اسمعوا واعقلوا، واعلموا أنّ لله عزّ
وجلّ- عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشّهداء على مجالسهم
وقربهم من اللّه)، فجاء رجل من الأعراب من قاصية النّاس وألوى بيده إلى نبىّ اللّه
فقال: يا نبيّ اللّه! ناس من النّاس ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم
الأنبياء والشّهداء على مجالسهم وقربهم من اللّه؟! انعتهم لنا، فسرّ وجه رسول
اللّه لسؤال الأعرابيّ، فقال رسول
اللّه : (هم ناس من أفناء النّاس([666]) ونوازع
القبائل([667])، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابّوا في اللّه، وتصافوا، يضع اللّه لهم
يوم القيامة منابر من نور، ويجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا، يفزع
النّاس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء اللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)([668])
وذكر
(ص) حرمتهم والطريق التي وصلوا بها إلى ولاية الله، فقال: (إنّ اللّه-
تعالى- قال: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ
إليّ ممّا افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا
أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به، وبصره الّذي يبصر به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله
الّتي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه وما تردّدت عن شيء
أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته)([669])