قال آخر: وسئل الحارث المحاسبي عنها، فقال:(
الفتوة أن تنصف ولا تنتصف)
قال
آخر: وسئل عمر بن عثمان المكي، فقال:( الفتوة حسن الخلق)
قال
آخر: وسئل الدقاق عن كمال الفتوة، فقال:( هذا الخلق لا يكون كماله إلا لرسول الله (ص)، فإن كل أحد يقول يوم القيامة نفسي نفسي، وهو يقول أمتي أمتي)([645])
قال
الرجل: فهلا حدثتموني من أخبار الفتيان ما يملؤني رغبة في سلوك سبيلهم.. وابدأوا
لي بما روي عن تغافلهم عن عيوب الغير وأخطائهم.. فإن ذلك من خصال المروءة العظيمة.
قال
أحدهم: لقد ذكروا من أخبار هذا الباب أن رجلا من الفتيان تزوج امرأة، فلما دخلت
عليه رأى بها الجدري، فقال: اشتكيت عيني، ثم قال: عميت، فبعد عشرين سنة ماتت، ولم
تعلم أنه بصير، فقيل له في ذلك، فقال:( كرهت أن يحزنها رؤيتي لما بها)، فقيل له:(
سبقت الفتيان)
قال
آخر: ومثل ذلك ما روي أن امرأة سألت حاتما عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في
تلك الحالة، فخجلت، فقال حاتم:( ارفعي صوتك)، فأوهمها أنه أصم، فسرت المرأة بذلك،
وقالت:( إنه لم يسمع الصوت) فلقب بحاتم الأصم.
قال
آخر: واستضاف رجل جماعة من الفتيان، فلما فرغوا من الطعام خرجت جارية تصب الماء
على أيديهم، فانقبض واحد منهم، وقال:( ليس من الفتوة أن تصب النسوان الماء على
أيدي الرجال)، فقال آخر منهم:( أنا منذ سنين أدخل إلى هذه الدار، ولم أعلم أن
امرأة تصب الماء على أيدينا أو رجلا)