بعد أن رأيت ما رأيت في جنان العباد حنت نفسي
لأرى الطبقة التالية من الجبل.. فطلبت من محمد أن نسير إليها.. فسار بي، وطلب مني
أن أتأدب بين أيديهم.. وأخبرني أن طبقتهم هي طبقة الفتوة، وأهلها هم الفتيان، فقلت
متعجبا: الفتوة.. والفتيان.. ما كنت أحسب للفتوة محلا في هذا الجبل.
قال:
إن لم يكن للفتيان محلا في هذا الجبل، فأين ترى يكون محلهم؟
قلت:
عهدي بالفتيان في المقاهي والأسواق يتصارعون تصارع الديكة.
قال:
أولئك فتيان الشيطان.. أما هنا، فلن تجد إلا فتيان الرحمن.
قلت:
ومن فتيان الرحمن؟
قال:
منهم إبراهيم ذلك الذي وصفه قومه، فقالوا :﴿
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)﴾ (الأنبياء)