بهذا
أمرتم؟ لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)([43])
قال بعض
الحاضرين: كيف تقول هذا.. وقد ورد في النصوص المقدسة اعتبار الجدال وسيلة من وسائل
الدعوة، قال تعالى:﴿
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا
وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ
مُسْلِمُونَ (46)﴾ (العنكبوت)، وقال:﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(125)﴾ (النحل)
قال الشاذلي:
لقد قيدت هذه الآيات الكريمة الجدال بكونه :﴿ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾، وهو قيد
يحول من الجدال حوارا بالمعروف.. وشتان بين الحوار وبين الجدال.
قلت:
فما الفرق بينهما؟
قال:
لقد ذكر العلماء في هذا أربعة مصطلحات بجميعها وردت النصوص.
قال
الرجل: فما أولها؟
قال:
الحوار، وهو (تبادل الحديث)، أو (الكلام المتبادل بين طرفين)، أو (الكلام وتبادل
الرأي من أجل الوصول إلى الحقيقة) أو (هو تردد الكلام ـ أو ما يقوم مقامه ـ بين
المتخاطبين على وجه المراجعة في القول وانتظار الجواب للوصول إلى الحقيقة)([44])
وهو
ممدوح في كل الأحوال، لأنه وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله، ووسيلة من وسائل طلب