(61)﴾ (النساء)، وقوله :﴿ وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا
رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5)﴾ (المنافقون)
فنبّه تعالى أنّهم ينكرون ما يقولونه لمعرفتهم ببطلانه، لكن يستكبرون عن التزام
الحقّ وذلك حال إبليس فيما دعي إليه من السّجود لآدم ([22]).
قال
آخر: فما أصناف الذين جمعوا بين الجهل والظّلم.. أولئك الّذين جمعوا بين الجهل بالحقيقة
والظّلم باتّباع أهوائهم؟
أولهما:
أهل الجهل المركّب.. وأهل الجهل والضّلال.. أولئك الذين يحسبون أنّهم على علم وهدى..
أولئك الّذين يجهلون الحقّ ويعادونه ويعادون أهله، وينصرون الباطل ويوالون أهله..
أولئك:﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)﴾ (الكهف).. أولئك الذين :﴿.. يَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)﴾ (المجادلة)، فهم
لاعتقادهم الشّيء على خلاف ما هو عليه بمنزلة رائي السّراب الّذي :﴿.. يَحْسَبُهُ
الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا..(39)﴾ (النور)
وهكذا
هؤلاء.. أعمالهم وعلومهم بمنزلة السّراب الّذي يكون صاحبه أحوج ما هو إليه، ولم
يقتصر على مجرّد الخيبة والحرمان كما هو الحال فيمن أمّ السّراب فلم يجده ماء، بل
انضاف إلى ذلك أنّه وجد عنده أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين سبحانه وتعالى، فحسب
له ما عنده من