قال:
الناس في علاقة علمهم بعملهم على أربعة أصناف([21]) :
الصنف
الأول: من له العلم بما يجب أن يفعل، وله مع ذلك قوة العزيمة على العمل به، وهم
الموصوفون بقوله تعالى في غير موضع :﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ..
﴾
والصنف
الثالث: من له العلم وليس له قوة العزيمة على فعله، فهو في مرتبة الجاهل بل هو
شرٌّ منه، كما روي أن حكيماً سئل: متى يكون العلم شرّاً من الجهل فقال: (أن لا
يعمل به)، وروي عن أمير المؤمنين عليّ أنه قال: (من كانت ضلالته بعد التصديق بالحق
فهو بعيد من المغفرة)
والصنف
الرابع: من ليس له العلم لكن له قوة العزيمة، فهذا متى انقاد لأهل العلم وعمل
بقولهم أنجح في فعله وصار من الموصوفين بقوله تعالى :﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقًا