في تلك البلاد العجيبة التقيت كثيرا من أهل الله في مواطن مختلفة.. وقد تعلمت منهم جميعا أركان (الأنا) وأوصافها وأخلاقها وصعودها وهبوطها.
قلت: فهل ستحدثني بما أفادوك؟
قال: من كلامهم ما تسمح العبارة بنقله.. ومنه ما لا تطيقه عقول الجماهير.. ولا ينبغي للعاقل أن يتكلم بما لا تطيقه عقول الجماهير.
قلت: فهو معارض للشريعة إذن؟
قال: لا.. ما كان لأهل الله أن يعارضوا الشريعة، وهم لا يستقون إلا من حياضها الطاهرة.
قلت: عهدي بالشريعة اليسر والوضوح.
قال: هي كذلك.. ولكن فيها من الحقائق ما لا تطيق الجماهير فهمه.
قلت: لم أستوعب سر ذلك.
قال: هل ترى الجماهير تفهم الحقائق التي تنطوي عليها نظرية النسبية؟
قلت: هي نظرية تحتاج عقلا رياضيا..
قال: ومن حقائق الإيمان ما يحتاج عقلا عرفانيا.
قلت: فهل ستسر لي منها ما أستفيد منه لخاصة نفسي؟
قال: لن ينفعك ذلك.. فهذه الحقائق لا تنال بالألسن.