فهذه
الآيات الكريمة تشير إلى أن الحجاب الأكبر الذي حال بين هذه الطائفة وما أريد منها
من النصرة هو تثاقلها إلى متاع الحياة الدنيا، ولهذا عقب الله تعالى على موقفهم
ذلك بقوله: ﴿ قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ
الْقَتْلِ وَإِذًا لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16)﴾ (الأحزاب)
قالوا:
عرفنا الرابع.. فحدثنا عن الخامس.
قال:
إن دروس الحوادث المُرة والمؤلمة قد يتسبّب غالباً في أن يعيش بعض الناس حالة الخوف
والرعب، لأن هذه الحوادث المرة تترسخ في أذهانهم وتمتزج بالخوف الّذي قد يستمر بهم
إلى آخر حياتهم، ولا يمكن التخلّص منه إلاّ بالتربية والعلاج.. ونحن بحمد الله
نعالج مثل هذه الحالات في هذا القسم بما رزقنا الله من مراهم الإيمان.
قالوا:
عرفنا الخامس.. فحدثنا عن السادس.
قال:
الإفراط في سلوك طريق الحذر.. فمن شأنه أن يورث الخوف.. أو هو عامل من عوامل ايجاد
الخوف في النفس.. لأن مثل هذا الإنسان يتوقى كلّ ما يحتمل فيه الخطر.. وذلك يؤدي
به إلى أن يعيش حالة التردد والخوف من الإقدام.
لقد
أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى عندما ذكر من مبررات الكفار التي حالت بينهم
وبين الإيمان.. قال تعالى:﴿ وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ
مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ
ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا
يَعْلَمُونَ (57)﴾ (القصص)