شرها،
وشر ما فيها)، ثم يقول لأصحابه: (اقدموا باسم الله) ([82])
ومنها: كان رسول الله (ص) إذا تزل منزلا في سفر أو دخل بيته لم يجلس حتى
يركع ركعتين([83]).
ومنها: كان رسول الله (ص) إذا أنزل منزلا لم يرتحل منه حتى يودعه بركعتين([84]).
قال رجل من الجمع: يا
شيخنا.. نحن الآن نزمع على سفر.. فعلمنا ما يقوله (ص) في
وداع المسافر.
قال الشيخ: لقد وردت
أحاديث جليلة في ذلك.. وهي تبين تلك الروحانية العميقة التي كانت تحكم مجتمع رسول
الله (ص).. فهو مجتمع يجتمع لله،
ويفترق لله.. ولذلك لا يعرف من كلمات الوداع إلا الكلمات التي تصله بالله.
قال الرجل: فحدثنا عن بعض
ما ورد من ذلك؟
قال الشيخ:لقد حدث رجل من
الأنصار أن رسول الله (ص) ودع رجلا، فقال:
(زودك الله التقوى، وغفر لك، ويسر لك الخير حيث ما كنت)([85])
وحدث آخر قال: كان النبي (ص) يودعنا ـ وفي رواية عنه ـ أرسلني رسول الله (ص) في حاجة لي فأخذ بيدي، وقال: (أستودع الله دينك،
وأمانتك، وخواتيم عملك)([86])
وحدث آخر قال: لما عقد لي
رسول الله (ص) على قومي أخذت بيده
فودعته، فقال رسول الله (ص): (جعل الله
التقوى رداءك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث ما توجهت)([87])
وروي أن غلاما جاء إلى
رسول الله (ص) فقال: إني أريد هذه
الناحية للحج، قال: فمشى معه رسول الله (ص)، فرفع
رأسه إليه، فقال: (يا غلام زودك الله التقوى، ووجهك في الخير، وكفاك الهم)([88])
[82] رواه الطبراني بسند جيد وأبو يعلى والنسائي في
الكبرى.