لا
العقيدة التي ليس لها من هم سوى القضاء على كل ما تملكه البشرية من مقومات الحياة.
لقد حدث أبو ذر قال: قلت
يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: (الإيمان بالله، والجهاد في سبيله)، قلت: أي
الرقاب أفضل؟ قال: (أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنا)، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: (تعين
صانعا([1228]) أو
تصنع لأخرق)، قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: (تكف شرك عن
الناس فإنها صدقة منك على نفسك)([1229])
وفي حديث آخر: (يصبح على
كل سلامى([1230]) من
أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة،
وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)([1231])
وفي حديث آخر: (عرضت علي
أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في
مساوىء أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن)([1232])
سكت قليلا، ثم قال: لقد
تركت الرهبان والعباد وما ابتدعوه من أصناف التعذيب لأنفسهم، والتي تصوروا
بأوهامهم أنها عين عبادة الله.. تركتهم لأبحث في الكتاب المقدس للمسيحيين واليهود
باعتباره من أهم الوثائق الدينية الباقية..
لقد ذهبت أبحث فيه عن
تفاصيل العبادات التي ترضي الله، لكني لم أجد إلا إطنابا واسعا في ذكر القرابين
وآدابها وشرائطها، وفيه ذكر الصوم والأدعية، وفيه ذكر بيت إيل ـ أو بيت الله ـ.
ومع ذلك؛ فإن هذِهِ الأمور غير واضحة، ولا تسترعي أنظار الناظرين، حتى أن منهم مَن
جَنَحَ إلَى إنكارها.. وفيما عدا ذلك لم أجد أنواع العبادات وأقسامها، ولا طرقها،
ولا آدابها، ولا تعيين أوقاتها، وليس هنالك عناية تامة بتعليم العبادة للناس، وقد
أُهمِل جانب عظيم من كيفية ذكر الله ودعائه؛ فلا نرَى ما يدلّ علَى تعليم دعاء خاص
لرب العالمين، وكيف يدعو الناس ربهم ويسألونه حاجاتهم.
لقد رأيت في الزَّبور
أدعية كثيرة ومناجاة للرب طويلة، لكن ليس فيه ذكر لآداب