responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 458
في حياته كما بحثت في حياة غيره.. لكني وجدت أن المعلومات الواردة عنه أقل من المعلومات الواردة عن بوذا، مع أن المنتسبين لطريقته الدينية يبلغ عددهم مئات الملايين.

فانصرفت عنهم.. وعن هذه المنطقة جميعا.. وصوبت وجهي نحو البلاد التي سميت بلاد الأنبياء..

وسمعت بها أسماء كثير من الأنبياء مما تمتلئ بذكرهم الأسفار المقدسة لليهود والمسيحيين..

ورحت أستعمل المنهج العلمي في البحث.. والذي استعملته مع كل العظماء الذين سبق ذكرهم.. فوجدت أن أسفار اليهود الَّتِي تضمنت سير هؤلاء الأنبياء قد خالج المحققين من العلماء ضروب من الشك في كل سِفْر منها([1222]).

فأحوال موسى المذكورة في أسفار التوراة ـ حسبما يؤكد الباحثون ـ دُوِّنَت وجُمِعَت بعد موسى بقرون كثيرة.

وأحوال المسيح وسيرته مكتوبة في الأناجيل، والأناجيل ـ كما تعلمون ـ كثيرة، غير أن أكثرية المسيحيين اقتصرت علَى أربعة أناجيل، أما (إنجيل الطفولة) و(إنجيل برنابا) وغيرهما فلا يعتبرونهما. ومع ذلك؛ فإن الإناجيل الأربعة الَّتِي اقتصروا عليها لم يَلْقَ أحد مِن الَّذِين جمعوها المسيح.

وبحثت عَمَّن رَوَوا هذِهِ الأناجيل؛ فوجدت التاريخ يجهل ذلك كل الجهل.. ويزداد المرء شكًّا إذا توصل إلَى حقيقية أخرى؛ وهي: أن الرجال الأربعة المنسوبة إليهم هذِهِ الأناجيل الأربعة لا يمكن القطع يقينًا بأنهم هم الَّذِين جمعوها في الواقع.. فإذا كان الأشخاص المنسوبة إليهم هذِهِ الأناجيل لا يطمئن التاريخ إلَى صدورها عنهم؛ فكيف يطمئن إلَى صحتها؟

وزاد الطين بلَّة أني وجدت الجهل مطبقا باللغة الَّتِي كُتِبت بها هذِهِ الأناجيل في الأصل، وفي أي زمان كُتِبَت! فقد اختلف مُفَسِّروا الأناجيل اختلافًا شديدًا في تعيين زمان جمعها وتدوينها: فمِن قائل أنها كُتِبت سنة 60 للميلاد.. ومِن قائل أنها جمعت بعد ذلك التاريخ بكثير..

لقد نفضت يدي من كل هؤلاء بعد أن علمت أنه لا يوجد في التاريخ ما يجلي سيرتهم ويرسم حياتهم لتصير منهاجا للبشرية تهتدي به.


[1222] انظر رسالة (الكلمات المقدسة) من هذه السلسلة.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست