responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 449
والعريقة بهذا البلد.. فإنه يسرنا اليوم أن نستمع إلى السيد سليمان الندوي.. وهو من تعرفونه في قدراته العلمية التي عمقتها خبرته بالحياة، وبالواقع الإنساني.

بعد أن انتهى مدير الجامعة من تقديمه، تقدم رجل يظهر عليه من الوقار والهيبة ما يجعلك تطمئن إليه اطمئنانا كليا.. استلم من مدير الجامعة مكبر الصوت.. وراح يقول، وهو واقف من غير أن يجلس على الكرسي الذي أعد له: اسمحوا لي أن أخاطبكم، وأنا واقف.. لأني سأتحدث عن رجل ظل طول حياته واقفا لأداء ما كلف به من مهام.. ولم يعرف الراحة إلا بعد أن قضى الله بأن يصير في الرفيق الأعلى.

إن السؤال الذي طرحه مدير الجامعة المحترم سؤال لا غنى للإنسان العاقل.. بل لا غنى للإنسانية جميعا عن الإجابة عنه.. إنه ليس ترفا من البحث.. ولا فضولا من المعرفة.. إن الحياة لا يمكن أن تستقيم للإنسان إلا بمعرفة ذلك الإنسان.. لأن الله الذي خلق هذا الكون، ورتب ما فيه أحسن ترتيب، وخلق الإنسان، وأعطاه من القوى والطاقات ما أعطاه يستحيل أن يتركه هملا من غير أن يبين له حقيقته وحقيقة ما حوله، ووظيفته وعلاقته بما حوله.

انطلاقا من هذا، فإني في محاضرتي هذه التي شرفتموني بها لن أملي عليكم أي فكرة.. ولن أفرض عليكم أي قناعة.. بل سأكتفي بأن أحدثكم عن رحلتي في البحث عن هذا الإنسان.. وسأذكر لكم قصتي من أولها([1219])..

صاح رجل من الحاضرين: كيف تقول هذا.. وأنت رجل نبت في الإسلام من جذوره الأولى.. بل إن نسبك يرتفع إلى هذا الذي تريد أن تحدثنا عنه.

التفت إليه بابتسامة، وقال: كل شيء يمكن أن يورث إلا الإيمان.. فهو لا يمكن أن يورث.. لأنه وليد القناعة العقلية.. والعقل لا يقنعه إلا الغذاء الذي جعله الله له.

ولذلك فإني ما شببت عن الطوق حتى رفض عقلي كل المسلمات الموروثة.. بل رحت أمحو كل عقيدة أمليت علي، أو تلقيتها تقليدا.

وقد كان أول ما بدأت به ـ بعد أن أيقنت بأدلة كثيرة لا حصر لها.. وليس هذا محل ذكرها.. بأن الله خلق الكون، ودبره أحسن تدبير.. وأنه خلق الإنسان، ودبر له من التدبير ما يملأ حياته بالسعادة والسكينة والسلام ـ أني وجدت في الإنسان جانبين: جانب لا خيرة


[1219] ما نذكره هنا من الدليل على نبوة محمد (ص) هو مجرد دليل واحد.. وهو مرتبط بهذا الباب الذي نحن فيه.. أما الأدلة على نبوة محمد (ص) فلا يمكن حصرها.. وهذه السلسلة ـ بجميع أجزائها ـ مجرد محاولة بسيطة لجمع ما أطقنا منها وترتيبه.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست