أسرع
التاجر، وجلب ثوبا آخر، وقال: هذه شملة([1154])..
وهي مفصلة على حسب الشملة التي كان يرتديها رسول الله (ص).
قال
الرجل بلهفة: فحدثني بالأحاديث الواردة في ذلك..
قال التاجر: لقد حدث جابر
قال: رأيت رسول الله (ص) وهو محتب بشملة،
قد رقع هدبها على قدميه([1155]).
قال
الرجل: ضعها لي في القفة.. وأرني ثوبا آخر من الثياب التي كان يلبسها أعرف
العارفين بالله (ص).
أتى الرجل بمجموعة ثياب،
وقال: هذه مجموعة ثياب وردت النصوص بذكرها.
قال التاجر: فحدثني
بالأحاديث الواردة فيها.
قال الرجل: أولها هذه النمرة([1156]).. وقد
حدث حديثها عن سهل بن سعد قال: (حيكت لرسول الله (ص) حلة
من أنمار من صوف أسود، وجعل لها ذؤابتان من صوف أبيض، فخرج رسول الله (ص) إلى المجلس وهي عليه، فضرب على فخذه وقال: (ألا
ترون ما أحسن هذه الحلة!) فقال أعرابي: يا رسول الله ألبسني هذه الحلة، وكان رسول
الله (ص) إذا سئل شيئا لم يقل لشئ
يسأله لا قال: (نعم)، فدعا بقطريتين فلبسهما، وأعطى الأعرابي الحلة، وأمر بمثلها
تحاك، فمات رسول الله (ص) وهي في الحياكة([1157]).
وهذه الحبرة.. وقد
ورد ذكرها في الحديث: (كان أحب الثياب إلى رسول الله (ص) أن يلبسها الحبرة)([1158])
قال الرجل: ضعها جميعا في
القفة.. وبورك فيك.. واطلب ما شئت من مال، فما أهون المال أمام ملابس تذكرني
بالحبيب.
قال ذلك بشوق عظيم أثر في
تأثيرا كبيرا، فسألت الصالحي عن حكاية هذا الرجل،