قال: أجل.. لقد
حدث ابن عباس قال: كان رسول الله إذا
أتى بالباكورة من الثمار قبلها، ووضعها على عينيه، ثم قال: (اللهم كما أطعمنا أوله
فأطعمنا آخره)، ثم يأمر به للمولود من أهله ـ وفي لفظ: أصغر من يحضره من الولدان ([986]).
قلت:
فما كان موقفه من الخضراوات وما يلتحق بها؟
قال:
لقد ورد في النصوص أكله (ص) لها.. فعن أنس قال:
كان أحب الطعام إلى رسول الله (ص) البقل([987]).
ومن
الخضر التي ورد في النصوص أن النبي (ص)
أكلها القلقاس.. فقد روي أن أهل أيلة أهدوا إلى النبي (ص)
القلقاس فأكله وأعجبه، وقال: ((ما هذا؟) فقالوا شحمة الأرض، فقال (ص):
(إن شحمة الأرض لطيبة)([988])
ومنها
القرع.. فعن أنس أن خياطا دعا رسول الله (ص)
لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله (ص)
إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله (ص)
خبزا من شعير، ومرقا فيه دباء وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله (ص)
يتتبع الدباء من حول الصحفة، فجعلت أتتبعه، وأضعه بين يديه ولا أطعمه، فلم أزل أحب
الدباء من يومئذ([989])) ([990])
ومنها
السلق مطبوخا مع الزيت، والفلفل، والتوابل، ودقيق الشعير.. فعن سهل بن سعد
الساعدي قال: كنا نفرح بيوم الجمعة، قلنا: لم؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة
فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر عليه حبات من شعير، والله ما فيه لحم
ولا ودك فإذا صلينا الجمعة انصرفنا([991]).
وعن أم المنذر قالت: دخل
علي رسول الله (ص) ومعه علي ولنا
دوال معلقة فجعل رسول الله (ص) يأكل
وعلي يأكل معه، فقال رسول الله (ص) لعلي:
(مه يا علي، فإنك ناقه) فجلس علي والنبي (ص) يأكل،
فجعلت لهم سلقا وشعيرا، فقال النبي (ص): (يا
علي من هذا، فأصب، فإنه أوفق لك)([992])
[986] رواه الطبراني في الكبير والصغير من طرق، رجال طريقين منها
رجال الصحيح.