ومنهم من ذكر القثاء([933]).. فعن
جابر قال: خرجنا مع رسول الله (ص) في
غزوة بني أنمار، فبينا أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله (ص) فقلت: يا رسول الله هلم إلى الظل، قال: فنزل رسول
الله (ص) فقمت إلى غرارة لنا،
فالتمست فيها شيئا فوجدت جرو قثاء([934])
فكسرته، ثم قربته إلى رسول الله (ص) فقال:
(من أين لكم هذا؟) فقلت: خرجنا به يا رسول الله من المدينة([935]).
ومنهم
من ذكر الرطب والبطيخ.. فعن أنس قال: رأيت رسول
الله (ص) يجمع بين الرطب والخربز([936])([937])
ومنهم
من ذكر الفلفل والزيت.. فعن عبد الله بن علي أن جدته سلمى أخبرته قالت:
دخل علي الحسن بن علي، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر، فقالوا: اصنعي لنا
طعاما مما كان يعجب رسول الله (ص)، ويحسن أكله فقالت
للحسن: يا بني لا تشتهيه اليوم، فأخذت شعيرا ونسفته، وجعلت منه خبزة، ثم جعلته في
تور، وجعلت أدمه الزيت، ونثرت عليه فلفلا، وقربته إليهم، وقالت: كان رسول الله (ص)
يحب هذه، ويحسن أكلها([938]).
ومنهم
من ذكر الخل.. فعن جابر أن رسول الله (ص) مر
به قال: فأشار إلى، فقمت إليه، فأخذ بيدي، فانطلقا حتى دخل بعض حجر نسائه، فدخل،
ثم أذن لي فدخلت وعليها الحجاب، فقال: ((لأهله هل من غداء؟) قالوا: نعم، فأتى
بثلاثة أقراص، فوضعن على شئ فأخذ رسول الله (ص)
قرصا فوضعه بين يديه، وأخذ قرصا فوضعه بين يدى ثم أخذ الثالث فكسره بالثنتين، فجعل
بعضة بين يديه، وبعضه بين يدي، ثم قال: (هل من أدم؟) فقالوا: ما عندنا إلا الخل،
فدعا به، فجعل يأكل، ويقول: (نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل)، قال جابر: فما زلت
أحب الخل منذ سمعتها من رسول الله (ص) ([939]).
ومنهم
من ذكر اللحم.. فعن جابر قال: كان رسول الله (ص)
إذا اشترى لحما قال لأهله: (أكثروا المرق)([940])
[933] القثاء: هو اسم جنس للخيار، وبعضهم يطلق القثاء على
نوع يشبه الخيار، وهو مطابق لقول الفقهاء: (لو حلف لا يأكل الفاكهة حنث بالقثاء
والخيار)، وهو يقتضي أن يكون نوعا غيره، فتفسير القثاء بالخيار تسامح.