قال النادل: لقد ذكر لنا
الوارث أن الميتة مهما كان نوعها منخنقة كانت أو موقوذة أو متردية أو نطيحة، أو ما
أكل السبع، محرمة، قال تعالى:)
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ
لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ
وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى
النُّصُبِ ((المائدة: 3)
قال الرجل: أنا لا أسألك
عن حكم القرآن.. بل أسألك عن حكم الطب؟
قال النادل: يستحيل على
الطب أن يخالف القرآن.. إن الله هو الطبيب الأول، وهو الشافي، ويستحيل أن يتعارض
كلامه مع خلقه.
قال الرجل: فما الذي قال
صاحبكم الوارث عن الميتة؟
قال النادل: لقد ذكر لنا
أن الأبحاث دلت على مدى الخبث الذي تحمله الميتة.. فالجراثيم تنفذ إلى الميتة من
الأمعاء والجلد والفتحات الطبيعية، لكن الأمعاء هي المنفذ الأكثر نفوذا، فهي مفعمة
بالجراثيم، لكنها أثناء الحياة تكون عرضة للبلعمة ولفعل الخمائر التي تحلها.. أما
بعد موت الحيوان فإنها تنمو وتحل خمائرها الأنسجة وتدخل جدر المعي ومنها تنفذ إلى
الأوعية الدموية واللمفاوية.
بعد أن أنهى النادل حديثه
عن الأضرار المرتبطة بأكل الميتة، قال الرجل: وما الذي ذكر لكم عن الدم.. أليس
من المحرمات التي ذكرتها؟
قال النادل: أجل.. ولولا
خبثه ما حرمه الله.. وقد ذكر لنا الوارث بعض أسرار ذلك، فذكر لنا أن إحدى وظائف
الدم الهامة هي نقل نواتج استقلاب الغذاء في الخلايا من فضلات وسموم ليصار إلى
الخارج طرحاً، وأهم هذه المواد هي البولة وحمض البول والكرياتنين وغاز الفحم، كما
يحمل الدم بعض السموم التي ينقلها من الأمعاء إلى الكبد ليصار إلى تعديلها.
بعد أن أنهى النادل حديثه
عن الأضرار المرتبطة بالدم، قال الرجل: أهذا ما حرمه عليكم نبيكم؟
قال النادل: لقد أخبرنا
الوارث أن رسول الله (ص) حرم (كل ذي مخلب
من الطير، وكل ذي ناب من السباع)([724])