وعن
ابن عباس أن رسول الله قال: (قال لي جبريل:
قد حبب إليك الصلاة فخذ منها ما شئت)([375])
وعنه
قال: بت عند خالتي ميمونة، فصلى رسول الله (ص)
العشاء، ثم جاء فصلى أربع ركعات، ثم نام ثم قام فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه
فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه، ثم خرج إلى الصلاة([376]).
وعن
جابر قال: كان رسول الله (ص) يتسوك من الليل مرتين،
أو ثلاثا، كلما رقد فاستيقظ استاك وتوضأ، وصلى ركعتين أو ركعة([377]).
***
بقيت في صحبة زين العابدين
ثلاث سنوات.. وقد عرفت خلالها أن ألوان العبادة التي جاء بها محمد (ص) لم يأت بمثلها دين من الأديان، ولا فكر من
الأفكار.
وعلمت ـ من خلال صحبته ـ
علم اليقين أن محمدا (ص) هو سيد العباد..
وأنه لو جمعت عبودية جميع العابدين ووزنت بعبودية محمد (ص) لرجحت عبوديته.
قلت: فكيف ظهر لك أن
تفارقه؟
قال: بل هو الذي ظهر له أن
يفارقني؟
تعجبنا قائلين: كيف.. هل
هجرك بعد إدناء.. وقلاك بعد محبة؟
قال: مثله لا يعرف الهجر..
ولا العداوة.. ولا البغضاء.
قلت: فكيف فارقك إذن؟
قال: لقد كان رجلا لا
يتحرك حركة إلا بميزان دقيق.. إن قوله تعالى:﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتا﴾ (النساء: 103) لم تكن عنده محصورة في الصلاة
التي يعرفها الناس.. بل كانت الصلاة عنده كل حياته.. فلذلك كانت حياته كلها موقوتة
بمواقيتها المضبوطة.
قلت: فهل دق جرس فراقه لك،
ففارقك؟
قال: بل جاءته رسالة من
بعض البلاد النائية تطلب منه أن يأتي ليبلغ رسالة الله،