responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 132
خرج من المسجد بعد أن صلى وأطال في صلاته حتى لم يبق في المسجد غيره..

في الطريق لقيه بعض الناس، وقال: يا زين العابدين.. إن فلاناً قد آذاكَ ووقع فيك.

نظر إليه، والابتسامة تملأ وجهه، وقال: انطلق بنا إليه..

سرت خلفهما، لأنظر المعركة التي يريد أن يقيمها هذا الرجل مع عدوه..

ما إن وصل حتى أسرع إليه يصافحه، ويسلم عليه، فتعجبت عجبا عظيما من هذا الموقف، واقتربت لأسمع ما يقال، فسمعته يقول له: يا أخي، إن كان ما قلتَ في حقاً فغفر الله لي، وإن كان ما قلت في باطلاً، فغفر الله لك.

قال ذلك، ثم انصرف.. وكأنه يعد الكلام عدا..

لم يملك الرجل إلا أن يسرع إليه، ويلتزمه، وهو يبكي، ويقول: لا جرم، لا عدت في أمر تكرهه.

نظر إليه زين العابدين نظرة مملوءة بالرحمة، وقال: وأنت في حلٍ مما قلت لي([336]).

بعد أن امتلأت من حب هذا الرجل.. سألت بعض المارة عنه، فأجابني، وعيناه تغرورقان بالدموع ([337]):

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
وطأته،

والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم،

هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة، إن كنت جاهله،

بجده أنبياء الله قد ختموا

 

كلتا يديه غياث عم نفعهما،

يستوكفان، ولا يعروهما عدم


[336] وقد روي مثل هذا أحاديث كثيرة عن زين العابدين منها أن رجلا كلّمه افترى عليه، فقال: إن كنّا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك. فقام إليه الرجل فقبل رأسه وقال: جعلت فداك، ليس كما قلت أنا فاغفر لي، قال: غفر الله لك. فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالته.

[337] هذه القصيدة في الأصل للفرزدق، وقد قالها في مدح زين العابدين وقصتها هي ما روي أن هشام بن عبد الملك حج قبل أن يلي الخلافة، فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه، فجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلم، فقال الناس لهشام: من هذا؟ قال: لا أعرفه.

فقال الفرزدق: لكني أعرفه، هذا علي بن الحسين.. ثم قال القصيدة.. وننبه إلى أنا نقلناها هنا مع بعض التصرف.

والغرض من ذكرها هنا هو تبيان صفات العابد الوارث للنبي (ص).. وقد أحسن الفرزدق في جمعها أيما إحسان.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست