ومما سنه النبي (ص) مما يقال بعد الدفن ما روي أن النبي (ص) كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: (استغفروا لأخيكم
وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل)([328])
ومما سنه النبي (ص) مما يقال عند دخول المقابر ما ورد في قوله (ص): إن جبريل أتاني فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع
فتستغفر لهم. قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قولي: (السلام على أهل
الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن
شاء الله بكم للاحقون)([329])
وفي حديث آخر: كان رسول
الله (ص) يعلمهم إذا خرجوا إلى
المقابر، فكان قائلهم يقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا
إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية)([330])
***
ظللت مع جعفر وعلي طيلة
ذلك اليوم لا أسأله عن مسألة إلا أجابني عنها بما أثر عن رسول الله (ص).. وقد تعجبت كثيرا عندما رأيت ذلك الغنى الذي تحمله سنة رسول
الله (ص)، فما ورد فيها من دعوات
يلبي كل حاجة.. يلبيها في منتهى كمالها، وبمنتهى الأدب والرقة والذوق الرفيع مما
لم أجد له نظيرا في جميع ما أثر عن أنبياء أو قديسين.
بعد أن لم أجد ما أسأله من
مسائل قلت: أسلم لك بأن ما تركه محمد من ثروة في هذا المجال لا يعدله شيء.. ولكن
ألا ترى في نفس التوجه بالدعاء قصورا؟
قال: وما القصور الذي فيه؟
قلت: أليس العبد هو الذي
صار بين يدي مولاه كالميت بين يدي الغسال، فصار لا يطلب من مولاه إلا مولاه؟
قال: ما قتله صحيح.. وفي
ذلك يقول رسول الله (ص) في الحديث القدسي:
(من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)([331]).. ولهذا،
فقد مر رسول