دخل رجل
من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله قائم
يخطب، فاستقبله قائما فقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله
يمسكها، قال: فرفع رسول الله يديه ثم قال:
اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب([315]) والأودية
ومنابت الشجر، قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس([316]).
وفي حديث آخر: شكا الناس
إلى رسول الله (ص) المطر، فأمر بمنبر فوضع
له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله (ص) حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر فكبر، وحمد الله عز وجل،
ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم
الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال:﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ (الفاتحة)، لا
إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني، ونحن الفقراء،
أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين)، ثم رفع يديه، فلم يزل
في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع
يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم
أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن([317]) ضحك (ص) حتى بدت نواجذه فقال: (أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد
الله ورسوله)([318])
وفي حديث آخر: أتت النبي (ص) بواكي، فقال: (اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا، غير
ضار، عاجلا غير آجل)، قال: فأطبقت عليهم السماء([319]).
قلت: إن بعض ما يحصل في
الطبيعة من أحداث قد يملأ القلب مخافة، أو قد يملأها هيبة.. فهل أثر عن محمد في ذلك
شيء؟
قال: أجل.. ومن ذلك ما كان
يقوله (ص) إذا إذا هاجت الريح..
ففي الحديث: كان النبي (ص) إذا عصفت الريح
قال: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت