قال:
سلني ما بدا لك.. فلم يترك رسول الله (ص)
لنا حاجة إلا علمنا كيف ندعو الله عندها.
فكرت
قليلا، ثم قلت: ما أكثر ما تعتري الإنسان الهموم والكروب والأحزان، فلا يجد
ما يخففها عنه غير مناجاته لربه.. فهل أثر عن محمد في ذلك شيء؟
قال: أجل.. وقد ورد من ذلك
الكثير([293]).. ومن
ذلك ما ورد في الحديث أن رسول الله (ص) كان
يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش
العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم)([294])
ومنها قوله (ص): (حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي
في النار، وقالها محمد (ص) حين قالوا:﴿
إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ (آل عمران: 173)([295])
ومنها قوله (ص): (يا حي، يا قيوم، برحمتك أستغيث الله، الله، الله،
لا شريك لك شيئا يا صريخ المكروبين، ويا مجيب المضطرين، ويا كاشف كرب المؤمنين،
ويا أرحم الراحمين، اكشف كربي وغمي فإنه لا يكشفه إلا أنت تعلم حالي وحاجتي)([296])
ومنها قوله (ص): (الله الله ربي، لا أشرك به شيئا)([297])
ومنها قوله (ص): (اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي
شأني كله، لا إله إلا أنت)([298])
ومنها قوله (ص): (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله
له)([299])
ومنها قوله (ص): (ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك وابن
[293] جمعنا الكثير المرتبط بهذا مع حكمه في رسالة
(ابتسامة الأنين)