ثم التفت إلى أخي،
وقال: ونفس الأمر حصل مع يعقوب.. فهو لم يكتف بالكذب، بل راح يخدع أباه.. بل يخدع
الله.. اقرأ على الجمع من (سفر التكوين:27/1-45)
قرأ أخي: (ولما شاخ إسحق
وكلت عيناه عن النظر دعا عيسو ابنه الأكبر وقال له: (يا ابني)، قال: (نعم. ها
أنا). فقال: (صرت شيخا كما ترى ولا أعرف متى أموت. فخذ عدتك وجعبتك وقوسك واخرج
إلى البرية وتصيد لي صيدا، 4وهيئ لي الأطعمة التي أحب، وجئني بها فآكل وأباركك قبل
أن أموت).
وكانت رفقة سامعة حينما
كلم إسحق عيسو ابنه. فلما خرج عيسو إلى البرية ليصطاد صيدا ويجيء به إلى أبيه،
قالت رفقة ليعقوب ابنها: (سمعت أباك يقول لعيسو أخيك: جئني بصيد وهيئ لي أطعمة
فآكل منها وأباركك أمام الرب قبل موتي. والآن يا ابني، اسمع لكلامي واعمل بما
أوصيك به. اذهب إلى الماشية وخذ لي منها جديين من خيرة المعز، فأهيئهما أطعمة
لأبيك كما يحب. فتحضرهما إلى أبيك، ويأكل ليباركك قبل موته). فقال يعقوب لرفقة
أمه: (لكن عيسو أخي رجل أشعر وأنا رجل أملس. ماذا لو جسني أبي فوجدني مخادعا؟ ألا
أجلب على نفسي لعنة لا بركة؟) فقالت له أمه: (علي لعنتك يا ابني. ما عليك إلا أن
تسمع لكلامي وتذهب وتجيئني بالجديين. فذهب وجاء بهما إلى أمه، فهيأت أطعمة على ما
يحب أبوه. وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي عندها في البيت،
فألبستها يعقوب ابنها الأصغر وكست يديه والجانب الأملس من عنقه بجلد المعز. وناولت
رفقة يعقوب ما هيأته من الأطعمة والخبز، فدخل على أبيه وقال: (يا أبي)، قال: (نعم،
من أنت يا ابني؟) فقال له يعقوب: (أنا عيسو بكرك. فعلت كما أمرتني. قم اجلس، وكل
من صيدي، وامنحني بركتك). فقال له إسحق: (ما أسرع ما وجدت صيدا يا ابني!) قال:
(الرب إلهك وفقني). فقال: (تعال لأجسك يا ابني، فأعرف هل أنت ابني عيسو أم