سكت قليلا، ثم قال: ليس
إبراهيم وحده هو من وقع في هذا.. إن مثل هذا ورد عن ابنه الوارث لبركاته إسحق..
اقرأ ما ورد في (سفر التكوين:26/6-11)
قرأ أخي: (فأقام إسحق في
جرار وسأله أهل جرار عن امرأته فقال: (هي أختي)، لأنه خاف أن يقول: (هي امرأتي)،
لئلا يقتلوه بسببها وكانت جميلة المنظر. ولما مضى على إقامته هناك وقت طويل حدث أن
أبيمالك، ملك الفلسطيين أطل من نافذة له ونظر فرأى إسحق يداعب رفقة امرأته. فدعاه
وقال له: (إذا هي امرأتك، فلماذا قلت إنها أختك؟) فقال إسحق: (لأني ظننت أنني ربما
أهلك بسببها) فقال أبيمالك: (ماذا فعلت بنا؟ لولا قليل لضاجع أحد أبناء شعبنا
امرأتك فنذنب) وأوصى أبيمالك جميع الشعب قال: (من مس هذا الرجل أو امرأته فموتا
يموت)
قال الحكيم: ألا ترى إسحق
في هذا النص يقتفي أثر أبيه، فيعود إلى نفس الخطيئة؟.. لقد قال صاحب طريق
الأولياء: (زل إيمان إسحاق لأنه قال لزوجته أنها أخته)([27]).. وفي
موضع آخر قال: (يا أسفي إنه لا يوجد كمال في أحد من بني آدم غير الواحد العديم
النظير، والعجب أن شبكة الشيطان التي وقع فيها إبراهيم، وقع فيها إسحاق أيضا، وقال
عن زوجته أنها أخته، فيا أسفي أن أمثال هؤلاء المقربين عند الله محتاجون إلى
الوعظ)([28])