قال الحكيم: فافتح كتابك
المقدس، واقرأ من سفر التكوين (9: 20)
أخذ أخي يقرأ: (واشتغل نوح
بالفلاحة وغرس كرما، وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خيمته، فشاهد حام أبو
الكنعانيين عري أبيه، فخرج وأخبر أخويه اللذين كانا خارجا. فأخذ سام ويافث رداء
ووضعاه على أكتافهما ومشيا القهقرى إلى داخل الخيمة، وسترا عري أبيهما من غير أن
يستديرا بوجهيهما نحوه فيبصرا عريه. وعندما أفاق نوح من سكره وعلم ما فعله به ابنه
الصغير قال: (ليكن كنعان ملعونا، وليكن عبد العبيد لإخوته)، ثم قال: تبارك الله
إله سام. وليكن كنعان عبدا له. ليوسع الله ليافث فيسكن في خيام سام. وليكن كنعان
عبدا لهم)
ابتسم الحكيم، وقال: ألا
ترى الخطايا الكثيرة التي تفوح من هذا النص، والتي تنسب لهذا النبي الكريم.
ألا ترون أن الذي شاهد عري
أبيه هو (حام)؟
قال الجمع: نعم..
قال الحكيم: ولكن نوحا ـ
في هذا النص ـ لا يلعن ابنه الذي شاهده، وإنما يلعن نسل أحد أبنائه.. وهو كنعان..
وهذا الابن لم يولد حينذاك.. بل ولد بعد عشرين سنة..
ولو فرضنا أنه حمل إثم
الأب على الابن، وهو خلاف العدل، فما وجه تخصيص كنعان.. فقد كان لحام أربعة أبناء:
كوش ومصرايم وفوط وكنعان.
نظر الحكيم، وقال: من
المؤسف أن يحمل الكتاب المقدس مثل هذه العنصرية.. إن هذه