قال أخي: هو فينا
ذو مقام.. فهو أبونا الأول الذي ولدنا منه الولادة الأولى.. وكل مسيحي يشعر أنه
ابن آدم بحكم ولادته، ويولد ولادة جديدة في المسيح بإيمانه، لذلك يحتفظ المسيحي
بعلاقة دائمة مع آدم الأول وآدم الآخر، وإن اختلفت طبيعة هذه العلاقة وأثرها في
الحالتين.
قال الحكيم: ولكنكم تذكرون
لنا ـ خلافا لنا ـ بأنه ظل على خطيئته.. لقد قال أحدكم في كتاب كتبه عن أولياء
الكتاب المقدس سماه (طريق الأولياء): (يا أسفي على أنه لم تثبت توبته وعلى أنه ما
استغفر اللّه لذنبه مرة واحدة أيضاً)
قال ذلك، ثم التفت إلى أخي
قائلا: وما تقولون في نوح؟
قال أخي: نوح ـ في معتقدنا
نحن المسيحيين ـ هو الرجل البار الذي ينجو من العقاب وينعم بالخلاص..
ففي وسط الشر المدمّر للعالم، يبرز نوح كرأس للإنسانية الجديدة وصورة