responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 68
بالأيدي.. هكذا علمنا رسول الله (ص).. وهكذا ينبغي أن نمثل رسول الله (ص).

قال ذلك، ثم التفت إلى أخي، وقال: هو ذا أنا أمامك.. أنا الذي تقصده.. فقد قمت قبل أسبوع بالوقوف في موقفك هذا.. لأحدث من أراد أن يستمع إلي عن رحلتي إلى محمد وشمس محمد (ص).. وكان لحديثي أن يطول.. ولكن الجمع الذي التف حولي كان كالزيت الذي يكاد يضيئ ولو لم تمسسه نار.. فلذلك ما إن ذكرت أول شعاع من أشعة محمد حتى راحوا يعلنون حبهم له وإيمانهم به.

قال أخي: وقد أرسلتني الحقيقة لأنقذ هذا الجمع الذي استغفلته، فرحت ترميه في شباك الضلال.

قال الحكيم: وأنا ممتن لك.. لتنقذني ـ أنا أيضا ـ من هذه الشباك.. فاذكر لي، واذكر للجمع ما ينقذنا من هذا الضلال الذي جعلنا نتبع محمدا.

سكت أخي يستجمع أنفاسه، وقد ساءه هذا الموقف اللين الذي أبداه الحكيم، ثم قال: تخيلوا معي ـ أيها الجمع ـ أنكم في صحراء.. وليس لديكم أي بوصلة تهتدون بها.. ثم جاءكم أمي لا يعرف الطريق، ولا علم له بالجغرافية، فأخبركم أنه الهادي.. هل تقبلونه؟

ثم أجاب نفسه بنفسه: لا شك أنكم لن تقبلوه.. فالضال لن يكون هاديا.. والخطاء لن يكون مربيا.. والمخطئ لن يكون معلما.. هكذا علمنا الكتاب المقدس.. وهذا هو المقياس العلمي الذي ملأ به عقولنا، فرحنا لا نخضع إلا للحقيقة.

غضبت الجماعة المسلمة لهذا الاستفزاز.. لكنه قال بهدوئه المعتاد: لا تغضبوا.. فأنا لن أحدثكم إلا بالقرآن الذي جاء به محمد.. وبالأحاديث التي ينزلها المسلمون منزلة القرآن.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست