وتعددت زوجات
الميروفنجيين غير مرة في القرون الوسطى، وكان لشرلمان زوجتان وكثير من السراري،
كما يظهر من بعض قوانينه أن تعدد الزوجات لم يكن مجهولاً بين رجال الدين أنفسهم.
وبعد ذلك بزمن كان فيليب
أوفاهيس، وفردريك وليام الثاني البروسي يبرمان عقد الزواج مع اثنتين بموافقة
القساوسة اللوثريين، وأقر مارتن لوثر نفسه تصرف الأول منهما كما أقره ملانكنون.
وكان لوثر يتكلم في شتى
المناسبات على تعدد الزوجات بغير اعتراض، فإنه لم يحرم بأمر من الله، ولم يكن
إبراهيم ـ وهو مثل المسيحي الصادق ـ يحجم عنه إذ كان له زوجتان.. نعم إن الله أذن
بذلك لأناس من رجال العهـد القديم في ظروف خاصة ولكن المسيحي الذي يريد أن يقتدي
بهم يحق له أن يفعل ذلك متى تيقن أن ظروفه تشبه تلك الظروف، فإن تعدد الزوجات على
كل حال أفضل من الطلاق.
وفي سنة 1650 ميلادية بعد
صلح وستفاليا، وبعد أن تبين النقص في عدد السكان من جراء حروب الثلاثين، أصدر مجلس
الفرنكيين بنورمبرج قراراً يجيز للرجل أن يجمع بين زوجتين.. بل ذهبت بعض الطوائف
المسيحية إلى إيجاب تعدد الزوجات، ففي سنة 1531م نادى اللامعمدانيـون في مونستر
صراحة بأن المسيحي ـ حـق المسيحي ـ ينبغي أن تكون له عدة زوجات، ويعتبر المورمون
كما هو معلوم أن تعدد الزوجات نظام إلهي مقدس.
ويقول العقاد:(ومن
المعلوم أن اقتنـاء السـراري كان مباحاً ـ أي في المسيحية ـ على إطلاقه كتعدد
الزوجات، مع إباحة الرق جملة في البلاد الغربيـة، لا يحده إلا ما كان يحد تعدد
الزوجات،