الصيد
وجمع ثمار الغابات والزراعة البدائية.. ففي المرحلة البدائية من عمر المجتمعات كان
السائد هو نظام وحدة الأسرة، ووحدة الزوجة.
ويرى هؤلاء المؤرخون
وعلماء الاجتماع أن نظام التعدد سوف يتسع نطاقه كلما تقدمت المدنية، واتسع نطاق
الحضارة في العالم.
ضحك سلمان بصوت عال،
وقال: كيف هذا، والعالم الآن يسعى لإلغاء هذه الظاهرة، بل يقصر التمدن والتحضر على
من تخلصوا منها؟
قال عالم الحضارت: لقد كان
العالم ـ والمسيحي منه بالذات ـ ينكر الطلاق، ولكنه، وبفعل الضغوط الفطرية
والواقعية الكثيرة اضطر إليه، فقنن له، وفتح له في تقنينه جميع الأبواب([613]).
وهكذا الأمر سيحصل مع
التعدد، فيوشك أن تطالب العشقات بحقوق الزوجية، كما طالبن بحقوق أبنائهن، بل قد
حصل بعض ذلك بالفعل.
سكت عالم الحضارات، فقام
رجل تبدو عليه ملامح السواح، وقال: أنا صحفي.. وسأحدثكم عن بعض الحياة الخاصة
للزعماء الكبار الذين يدافعون عن حقوق النساء، لتروا
(1) ويقول وستر مارك في تاريخه:« إن مسألة تعدد الزوجات لم
يفرغ منها بعـد تحريمه في القوانين الغربية، وقد يتجدد النظر في هذه المسألة كرة
بعد أخرى كلما تحرجت أحوال المجتمع الحديث فيما يتعلق بمشكلات الأسرة »
ثم تساءل:« هل يكون الاكتفاء بالزوجة الواحدة ختـام النظم، ونظـام
المستقبل الوحيد في الأزمنة المقبلة؟ »
ثم أجاب قائلاً:« إنه سؤال أجيب عنه بآراء مختلفة، إذ يرى سبنسر أن نظام
الزوجة الواحدة هو ختام الأنظمة الزوجية، وأن كل تغيير في هذه الأنظمة لا بد أن
يؤدي إلى هذه النهاية »
وعلى نقيض ذلك يرى الدكتور Lepon
أن القوانين الأوروبية سوف تجيز التعدد، ويذهب الأستاذ إهرنفيل إلى حد القول بأن
التعدد ضروري للمحافظة على بقاء « السلالة الآرية »
ثم يعقب وستر مارك بترجيح الاتجاه إلى توحيد الزوجة إذا سارت الأمور على
النحو الذي أدى إلى تقريره.