وكان شائعا بين الشعوب
الجرمانية والسكسونية التي ينتمي إليها معظم سكان ألمانيا والنمسا وسويسرا وبلجيكا
وهولندا والدانمارك والسويد والنرويج وانجلترا.
وكان التعدد ومازال منتشرا
بين شعوب وقبائل أخرى لا تدين بالإسلام.. ومنها الشعوب الوثنية في أفريقيا والهند
والصين واليابان ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا.
وكان تعدد الزوجات منتشرا
في جزيرة العرب قبل الإسلام، ويروى من ذلك أن غيلان الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة،
فقال له النبي (ص): (أختر منهن
أربعا)، وقال عميرة الأسدى قال: أسلمت وعندي ثماني نسوة، فذكرت ذلك للنبي (ص) فقال: (اختر منهن أربعا)، وعن نوفل ابن معاوية
الديلمى قال: أسلمت وعندي خمس نسوة، فقال لي رسول الله (ص): (اختر أربعا أيتهن شئت، وفارق الأخرى)([612])
ابتسم سلمان ابتسامة
سخرية، وقال: وهل ترى أن تلك الأطوار التي مرت بها البشرية أطوار معتبرة.. إن
الإنسان كان يعيش في بهيمية وانحطاط، فهل تعتبر ذلك الانحطاط مقياسا صحيحا للسلوك
الإنساني؟
نهض عالم الحضارات، وقال:
قبل أن أجيبك على هذا الاعتراض أحب أن أذكر لك أن علماء الاجتماع والمؤرخين، ومنهم
وستر مارك وهوبهوس وهيلير وجنربرج وغيرهم، يلاحظون أن التعدد لم ينتشر إلا بين
الشعوب التي بلغت قدرا معينا من الحضارة، وهى الشعوب التي استقرت في وديان الأنهار
ومناطق الأمطار الغزيرة، وتحولت إلى الزراعة المنظمة والرعي بدلا من